الجمعة، 7 مارس 2008

الفصل الثاني

الفصل الثاني
ماهية إجرام النساء
تمهيد وتقسيم :
مما لاشك فيه أننا أمام ظاهرة خطيرة ومرعبة ألا وهي ازدياد معدل ارتكاب المرأة للجريمة ، ليس ذلك فقط بل قيام المرأة باستخدام الآلات الحادة والأسلحة النارية في جرائمها على نحو غير مسبوق من قبل مما يعطي مؤشرا على وجود ثمة تغير جوهري قد حدث ، ذلك أن الوضع المثالي والذي يتفق مع طبيعة الأشياء هو ألا ترتكب المرأة الجريمة مطلقا ، فطبيعتها ودورها في المجتمع يفرضان عليها ألا تخالف القانون .
ولكن متى تصبح المرأة مجرمة؟
إن المجرم هو من خرج على مبادئ سلوكية معينة اعتبرها المجتمع الذي يعيش فيه مضره به وبالفرد فعاقب عليها بجزاء حددته قوانين هذا المجتمع(1) ، ومن ثم فالمرأة تعد مجرمة إذا قامت بفعل معين يعتبره المجتمع الذي تعيش فيه مضرا به وبالفرد فعاقب عليه بجزاء حددته قوانين هذا المجتمع .
وبالنظر إلى إحصاءات مصلحة الأمن العام نجد أن المرأة المصرية قد زاد معدل ارتكابها للجريمة مما يؤكد قولنا بأننا بالفعل أمام ظاهرة مرعبة ، ومن ثم آثرنا أن نتناول في هذا الفصل مايلي :
إجرام النساء كيف أصبح الآن في مصر ، وذلك من واقع الإحصاءات الصادرة من مصلحة الأمن العام ، حيث أننا سوف نعرض تحليل جرائم الجنايات المرتكبة من النساء خلال أعوام 2002 ، 2003 ، 2004 .
سوف نتناول أيضا كيف كان إجرام النساء في الماضي مع استعراض لجريمتين من أكثر الجرائم التي كانت ترتكبها المرأة في الماضي (الدعارة ، الإجهاض) .
سوف نتناول أيضا تقريري الأمم المتحدة عن إجرام النساء الصادر في 1975م ، 1985م .
ـــــــــــ
(1) مصطفى العواجي ، جامعة لبنان ، دروس في العلم الجنائي ، الجزء الأول ، الجريمة والمجرم ص403 .
المبحث الأول
تحليل لجرائم العنف المرتكبة من النساء
خلال أعوام 2002 ، 2003 ، 2004
[انظر الإحصائيات المرفقة]

تمهيد وتقسيم :
سوف نعرض :
أولا : إجمالي عدد جرائم العنف المرتكبة من النساء خلال الأعوام 2002 ، 2003 2004 مع بيان نصيب كل محافظة من محافظات مصر من جرائم النساء ، مع توضيح النسب المئوية .
ثانيا : سوف نتناول أبرز جرائم العنف المرتكبة من النساء خلال تلك الأعوام ، والأداة المستخدمة في تلك الجرائم .
ثالثا : سوف نتعرض للفئة العمرية للمتهمات بارتكاب جرائم عنف نسائي .

المطلب الأول
تحليل لجرائم العنف المرتكبة من النساء عن عام 2002

الفرع الأول : إجمالي عدد الجرائم المرتكبة من النساء ونصيب كل محافظة :
بلغ إجمالي عدد جرائم العنف المرتكبة من النساء خلال عام 2002 (64) جناية بنسبة 4%من إجمالي الجنايات ، وتركزت في محافظتي الاسكندرية وأسيوط بنسبة 11% من إجمالي جرائم العنف المرتكبة من النساء ، تليها محافظتي القاهرة والقليوبية بنسبة 9% ، محافظتي البحيرة والمنيا بنسبة 8% ، محافظتي بني سويف وقنا بنسبة 6% ، ومحافظتي كفر الشيخ والفيوم بنسبة 4% .

الفرع الثاني: أبرز جرائم العنف :
أبرز جرائم العنف التي ارتكبتها المرأة في هذا العام :
القتل والشروع فيه بنسبة 59% من إجمالي جرائم العنف المرتكبة من المرأة وتركزت في محافظة أسيوط بنسبة 16% ، تليها محافظة المنيا بنسبة 13% ، تليها محافظتي القاهرة وقنا بنسبة 10% ، ثم محافظة الاسكندرية بنسبة 8% ، وكل من محافظات القليوبية ، البحيرة ، كفر الشيخ ، الفيوم ، أسوان بنسب متساوية 5% .
جرائم الضرب المفضي إلى موت والمحدث عاهة بنسبة 6% من إجمالي جرائم العنف النسائي ، وتركزت في محافظات البحيرة ، دمياط ، بني سويف ، وأسيوط .
جرائم السرقة بالإكراه بنسبة 11% من إجمالي جرائم العنف المرتكبة من المرأة ، وتركزت في محافظتي القليوبية والاسكندرية بنسبة 28% من إجمالي جرائم السرقات المرتكبة من النساء ، تليها محافظات القاهرة ، كفر الشيخ والفيوم بنسبة 14% .
جرائم الخطف بنسبة 6% من إجمالي جرائم العنف النسائي وتركزت في محافظات القاهرة ، الجيزة ، القليوبية والبحيرة .
جرائم الحريق العمد بنسبة 6% من إجمالي جرائم العنف النسائي وتركزت في محافظات الاسكندرية ، البحيرة ، الغربية ، السويس .
الفرع الثالث: أبرز جرائم العنف والأداة المستخدم في تلك الجرائم والدافع على ارتكابها :
بلغت أعلى نسبة لجرائم العنف المرتكبة من المرأة في أشهر [يوليو 14% ، يناير 12% ، مارس ، ابريل ، يونيو بنسبة 11%] وأقل الشهور التي ارتكبت فيها جرائم العنف النسائي [شهر نوفمبر 1% ، سبتمبر وديسمبر بنسبة 5%] .
الأداة الشائعة الاستخدام في جرائم القتل النسائي : الآلة الحادة بنسبة 31% ، والسلاح الناري بنسبة 26% ، والوسيلة الشائعة في قيام المرأة بارتكاب جرائم الضرب المفضي إلى موت والمحدث عاهة العصا بنسبة 25% ، أجسام صلبة بنسبة 25% ، وفي السرقة بالإكراه الآلة الحادة بنسبة 85% من إجمالي جرائم السرقة ، 14% باستخدام وسيلة المخدر ، الوسيلة المستخدمة في جرائم الخطف القوة الجسمانية بواسطة اليد بنسبة 100% .
يمثل دافع الحصول على المال أكثر البواعث تحريكا للمرأة لارتكاب جرائم العنف بنسبة 26% ، وتعد النزاعات والخلافات العائلية من بواعث ارتكاب العنف النسائي بنسبة 13% ، يليه دافع العرض والعار بنفس النسبة ، ثم دافع الانتقام بنسبة 11% وذلك بصفة عامة ، ويعد دفع العار والدفاع عن العرض من أبرز الدوافع لارتكاب جرائم القتل النسائي بنسبة 21% من إجمالي جرائم القتل الصادرة من المرأة ، يليه دافع الحصول على المال من بواعث قيام المرأة بارتكاب جرائم السرقات بنسبة 100% من إجمالي تلك النوعية من الجرائم .
تعد فئة ربات البيوت أكبر الفئات ارتكابا لجرائم العنف النسائي بنسبة 90% تليها فئة الموظفات بنسبة 4% .
تعد الفئة العمرية (من 20 إلى أقل من 30 سنة) أكثر الفئات ارتكابا لجرائم العنف النسائي بنسبة 48% من إجمالي عدد المتهمات بارتكاب جرائم عنف نسائي ، يليها الفئة العمرية من (30 الى أقل من 40 سنة) بنسبة 20% ،والفئة العمرية من (40 إلى أقل من 50 سنة) بنسبة 18% ، وأقل الفئات العمرية ارتكابا لجرائم العنف (أكثر من ستين سنة) بنسبة 2% ، يليها الفئة العمرية (من 18 إلى أقل من 20 سنة) بنسبة 4% .
الخلاصة :
بلغ إجمالي عدد جرائم العنف المرتكبة من المرأة خلال عام 2002م [64 جناية] بنسبة 4% من إجمالي الجنايات ، محافظة الاسكندرية وأسيوط كان لهما النصيب الأكبر من جرائم العنف المرتكبة من النساء حيث بلغت النسبة المئوية 11% .
وكانت أبرز جرائم العنف المرتكبة من النساء هذا العام القتل والشروع فيه بنسبة 59% من إجمالي جرائم العنف المرتكبة من المرأة . وفضلا عن جرائم الضرب المفضي إلى الموت والمحدث عاهة وجرائم السرقة بالإكراه ، الخطف ، الحريق العمد ، أعلى نسبة جرائم عنف مرتكبة من المرأة كانت في أشهر يوليو 14% .
الأداة الشائعة الاستخدام في جرائم القتل النسائي الآلة الحادة والسلاح الناري .
والوسيلة الشائعة في قيام المرأة بارتكاب جرائم الضرب المفضي إلى الموت والمحدث عاهة العصا والأجسام الصلبة .
الوسيلة المستخدمة في جرائم الخطف القوة الجسمانية بواسطة اليد بنسبة 100%
الوسيلة المستخدمة في السرقة بالإكراه الآلة الحادة والمخدر .
الدافع :
يمثل دافع الحصول على المال أكثر البواعث تحريكا للمرأة لارتكاب جرائم العنف يليه النزاعات والخلافات العائلية ، يليه دافع العار والعرض ، وأخيرا دافع الانتقام .

الفئة :
فئة ربات البيوت هي أكبر الفئات ارتكابا لجرائم العنف النسائي .
العمر :
الفئة العمرية [من 20 إلى أقل من 30 سنة] أكثر الفئات ارتكابا لجرائم العنف النسائي .



المطلب الثاني
تحليل لجرائم العنف المرتكبة من النساء عن عام 2003

الفرع الأول : إجمالي عدد الجرائم المرتكبة من النساء ونصيب كل محافظة :
بلغ إجمالي عدد جرائم العنف التي ارتكبتها المرأة [66] حادث مقابل [64] حادث عام 2002 بزيادة 2 حادث بنسبة 3%من إجمالي الجنايات المرتكبة ، وتركزت في محافظات الغربية بنسبة 14% ، المنيا بنسبة 12% ، قنا بنسبة 11% ، الدقهلية ، كفر الشيخ بنسبة 9% ، القاهرة بنسبة 8% ، البحيرة ، بني سويف ، أسيوط بنسبة 6% لكل منهم ، سوهاج والاسماعيلية بنسبة 5% ، وأقل المحافظات التي ارتكبت فيها المرأة جرائم عنف محافظات القليوبية ، السويس ، شمال سيناء بنسبة 2% .
الفرع الثاني: أبرز جرائم العنف النسائي خلال هذا العام:
جرائم القتل العمد والشروع فيه بنسبة 52% من إجمالي جرائم العنف النسائي ، تركزت في محافظات المنيا بنسبة 18% ، الدقهلية بنسبة 15% ، الغربية ، كفر الشيخ ، قنا بنسبة 12% لكلا منهم ، البحيرة بنسبة 9% ، المنوفية ، بني سويف ، سوهاج بنسبة 6% ، القاهرة بنسبة 3% .
جرائم الضرب المفضي إلى موت بنسبة 18% : وتركزت في محافظتي الغربية ، قنا بنسبة 18% لكل منهما ، الفيوم ، بني سويف ، المنيا ، أسيوط ، الاسماعيلية ، القاهرة بنسبة 9% لكل منهم .
جرائم الخطف بنسبة 6% : وتركزت في محافظات [البحيرة ، الغربية ، شمال سيناء ، أسيوط بنسبة 25% لكل منهم] .
جرائم السرقة بالإكراه بنسبة 9% : وتركزت في محافظات الغربية بنسبة 33% ، الاسماعيلية ، السويس ، سوهاج ، القاهرة بنسبة 17% .
جرائم الحريق العمد بنسبة 12% : وتركزت في محافظات أسيوط ، القاهرة بنسبة 25% لكلا منهما ، القليوبية ، الدقهلية ، المنيا ، قنا بنسبة 12% .


الفرع الثالث: الأداة المستخدمة والدافع والفئة [العمر / التعليم] :
الفترات :
بلغت أعلى نسبة لجرائم العنف المرتكبة من المرأة في أشهر : مايو 17% ، فبراير 14% ، يونيو 12% ، وأقل الشهور التي ارتكبت فيها جرائم العنف النسائي : نوفمبر ، ديسمبر 3% ، أكتوبر 5% .
الأداة المستخدمة :
الأداة الشائعة الاستخدام في جرائم العنف النسائي في جرائم القتل : الأسلحة البيضاء والآلات الحادة بنسبة 33% ، يليها الخنق بنسبة 11% ، يليها القوة البدنية بنسبة 9% ، يليها السم بنسبة 6% ، فالسلاح الناري بنسبة 3% .
وفي جرائم الضرب المفضي إلى الموت والمفضي إلى عاهة : العصى والشوم بنسبة 36% ، يليها الآلات الحادة بنسبة 27% .
والوسيلة المستخدمة في جرائم السرقة : الأسلحة البيضاء بنسبة 27% .
والوسيلة المستخدمة في الخطف القوة الجسمانية بنسبة 100% .
الدافع :
يمثل دافع الحصول على المال أكثر البواعث تحريكا للمرأة لارتكاب جرائم العنف بنسبة 18% ، والنزاعات والعلاقات العائلية تعد من بواعث ارتكاب جرائم العنف بنسبة 15% ، ودافع دفع العار ودفاعا عن العرض بنسبة 11% ، الانتقام بنسبة 2% ، الثأر بنسبة 1% ، ويعد دافع دفع العار والدفاع عن العرض من أبرز الدوافع لارتكاب المرأة جرائم القتل بنسبة 21% ، يليه الإساءة الزوجية والنزاعات الزوجية بنسبة 15% ، والحصول على مال ونزاع على أرض 14% ، وتعد المشاجرات والنزاعات على الري والسكن من أكثر البواعث لارتكاب المرأة جرائم الضرب المفضي إلى موت وعاهة بنسبة 64% ، ويعد باعث الحصول علىالمال المحرك لجرائم الخطف النسائي بنسبة 75% ، وجرائم السرقة بالإكراه بنسبة 83% .
أما الفئة العمرية :
فمن (20-30 سنة) أكبر الفئات ارتكابا لجرائم العنف النسائي بنسبة 43% ، يليها الفئة العمرية من (30-40 سنة) بنسبة 13% ، وأقل الفئات ارتكابا لجرائم العنف الفئة العمرية من (60 سنة فأكثر) بنسبة 5% ، يليها الفئة العمرية من (50-60 سنة) بنسبة 9% .
وتعد فئة ربات البيوت أكثر الفئات ارتكابا لجرائم العنف بنسبة 83% ، يليها فئة الطالبات بنسبة 6% ، ونسبة 66% من المتهمات مرتكبي جرائم العنف متزوجات ، و66% منهن لايجيدون القراءة والكتابة ، 18% منهم يجيدون القراءة والكتابة .
المجني عليهم في جرائم العنف النسائي عددهم 114 منهم (74) من الذكور بنسبة 65% ، والنساء بنسبة 35% ، وأكثر الفئات السنية التي ارتكبت ضدهم جرائم عنف نسائي الفئة العمرية من (20-30 سنة) ذكورا ونساء بنسبة 25% ، وأقلهم الفئة العمرية من (18-20 سنة) بنسبة 6% ، ونسبة المتزوجين من المجني عليهم بلغت 59% ، وأكثر الفئات تعرضا للعنف فئة ربات البيوت بنسبة 23% ، تليها فئة المزارعين بنسبة 10% ، الأطفال بنسبة 15% ، فئة الطلبة بنسبة 13% .
الخلاصة :
* إجمالي عدد جرائم العنف التي ارتكبتها المرأة (66) حادث عام 2003 مقابل (64) حادث عام 2002 بزيادة 2 حادث بنسبة 3% من إجمالي الجنايات المرتكبة .
* محافظة الغربية كان لها نصيب الأسد من الجرائم المرتكبة من السيدات حيث بلغت النسبة 14% .
* جرائم القتل العمد والشروع فيه من أبرز جرائم العنف النسائي هذا العام حيث بلغت النسبة 52% من إجمالي جرائم العنف النسائي ، فضلا عن جرائم الضرب المفضي إلى موت وجرائم الخطف والسرقة بالإكراه والحريق العمد .
* أعلى نسبة لجرائم العنف المرتكبة من المرأة كانت في شهر مايو ، حيث بلغت 17% .
* الأداة الشائعة الاستخدام في جرائم العنف النسائي في القتل الأسلحة البيضاء والآلات الحادة ، أيضا من الأدوات الشائعة الاستخدام في جرائم العنف النسائي القوة البدنية والسم والسلاح الناري والعصى والشوم فضلا عن الأسلحة البيضاء .
* الدافع : دافع الحصول على المال أكثر البواعث تحريكا للمرأة لارتكاب جرائم العنف فضلا عن دافع النزاعات والعلاقات العائليةودافع دفع العار والدفاع عن العرض والانتقام والثأر والنزاعات الزوجية ونزاعات الري والسكن .
* الفئة [العمر والتعليم] : الفئة العمرية من (20-30 سنة) هي أكبر الفئات ارتكابا لجرائم العنف النسائي ، فئة ربات البيوت هي أكثر الفئات ارتكابا لجرائم العنف ، 66% من المتهمات مرتكبي جرائم العنف لايجيدون القراءة والكتابة ، 66% من المتهمات متزوجات .
* المجني عليهم : المجني عليهم في جرائم العنف النسائي (114) منهم (74) ذكور.
المطلب الثالث
تحليل لجرائم العنف المرتكبة من النساء عن عام 2004

الفرع الأول : إجمالي عدد الجرائم المرتكبة من النساء ونصيب كل محافظة :
بلغ إجمالي عدد جرائم العنف التي ارتكبتها المرأة [118] حادث عام 2004 مقابل [66] حادث عام 2003 بزيادة قدرها (52) بنسبة 79% ، ومثلت مانسبته 10% من إجمالي الجنايات المرتكبة ،وتركزت في محافظات أسيوط والمنيا بنسبة 11% ، بني سويف بنسبة 10% ، الغربية والقاهرة 8% ، الاسكندرية والاسماعيلية والفيوم وقنا بنسبة 6% لكل منهم ، الجيزة ، الدقهلية ، المنوفية ، البحر الأحمر بنسبة 4% ، وأقل المحافظات التي ارتكبت فيها المرأة جرائم عنف القليوبية ، السويس ، بورسعيد ، الشرقية بنسبة 8% ، ومحافظات شمال وجنوب سيناء وأسوان لم ترتكب المرأة أي جريمة بنطاقها.
الفرع الثاني : أبرز جرائم العنف النسائي خلال هذا العام :
جرائم القتل العمد والشروع فيه بنسبة 35% من إجمالي جرائم العنف النسائي تركزت في محافظات أسيوط بنسبة 22% ، كفر الشيخ بنسبة 12% ، البحيرة بنسبة 9% الغربية ، بني سويف وقنا بنسبة 10% ، الاسكندرية وسوهاج بنسبة 7% ، القاهرة والمنوفية والدقهلية بنسبة 5% .
جرائم السرقة بالإكراه بنسبة 15% وتركزت في محافظات المنيا بنسبة 22% ، القاهرة ، الغربية ، بني سويف بنسبة 11% ، الجيزة ، البحيرة ، دمياط ، الدقهلية ، بورسعيد ، الاسماعيلية ، الفيوم 5% لكل منهم .
جرائم تزوير في محررات رسمية بنسبة 11% وتركزت في محافظات الاسكندرية 27% ، الاسماعيلية 18% ، القاهرة ، الغربية ، السويس ، بني سويف ، المنيا ، أسيوط بنسبة 8% لكل منهم .
جرائم الحريق العمد بنسبة 9% وتركزت في محافظات المنيا بنسبة 27% ، الغربية وقنا بنسبة 18% لكل منهم ، القاهرة ، الجيزة ، كفر الشيخ ، بني سويف بنسبة 9% لكل منهم .
جرائم الضرب المفضي إلى موت وعاهة بنسبة 11% وتركزت في محافظات الدقهليةبنسبة 20% ، البحيرة ، كفر الشيخ ، الغربية ، الفيوم ، بني سويف ، المنيا ، أسيوط بنسبة 10% لكل منهم .
جرائم الخطف بنسبة 4% وتركزت في محافظات القاهرة بنسبة 40% ، القليوبية ، الفيوم ، سوهاج بنسبة 20% لكل منهم .
الفرع الثالث : الأداة المستخدمة والدافع والفئة [العمر/التعليم] :
الفترات :
بلغت أعلى نسبة لجرائم العنف المرتكبة من المرأة في أشهر : ابريل 14% ، يناير مارس ، مايو 12% ، فبراير ، يونيو 9% ، وأقل الشهور التي ارتكبت فيهاجرائم العنف النسائي : ديسمبر 0.8% ، أكتوبر 4% .
الأداة المستخدمة :
الأداة الشائعة الاستخدام في جرائم العنف النسائي في جرائم القتل : الأسلحة البيضاء والآلات الحادة بنسبة 32% ، يليها السلاح الناري بنسبة 25% ، يليها الخنق 12% ، يليها القوة البدنية بنسبة 7% ، يليها السم بنسبة 5% ، وفي جرائم الضرب المفضي إلى الموت والمفضي إلى عاهة : الآلات الحادة بنسبة 43% ، يليها الشوم بنسبة 14% ، والوسيلة المستخدمة في جرائم السرقة : الأسلحة البيضاء بنسبة 56% ، والوسيلة المستخدمة في الخطف القوة الجسمانية بنسبة 50% .
الدافع :
يمثل دافع الحصول على المال أكثر البواعث تحريكا للمرأة لارتكاب جرائم العنف بنسبة 33% ، والنزاعات والخلافات العائلية تعد من بواعث ارتكاب جرائم العنف بنسبة 18% ، مشاجرات وخلافات زوجية بنسبة 11% ، دافع الانتقام ودفاع عن العرض بنسبة 8% ، الثأر بنسبة 2% .
تعد الخلافات الزوجية والعائلية من أبرز الدوافع لارتكاب المرأة جرائم القتل بنسبة 24% ، يليه الحصول على مال ونزاع على أرض 14% ، والانتقام بنسبة 7% ، وتعد المشاجرات والنزاعات على الري والسكن من أكثر البواعث لارتكاب المرأة جرائم الضرب المفضي إلى موت وعاهة بنسبة 57% ، ويعد باعث الحصول على المال المحرك لجرائم الخطف النسائي بنسبة 60% ،والتبني بنسبة 40% ، والحاجة للمال دافع السرقة بالإكراه بنسبة 100% .
الفئة العمرية :
تعد الفئة العمرية من (20-30 سنة) أكبر الفئات ارتكابا لجرائم العنف النسائي بنسبة 42% ، يليها الفئة العمرية من (30-40 سنة) بنسبة 30% ، وأقل الفئات ارتكابا لجرائم العنف الفئة العمرية من (60 سنة فأكثر) بنسبة 4% ، يليها الفئة العمرية (أقل من 18 سنة) بنسبة 8% .
التعليم :
تعد فئة ربات البيوت أكبر الفئات ارتكابا لجرائم العنف بنسبة 84% ، يليها فئة الموظفات والعاملات بنسبة 10% ، والطالبات بنسبة 3% ، ونسبة 74% من المتهمات مرتكبي جرائم العنف متزوجات ، و67% منهن لايجيدون القراءة والكتابة .
المجني عليهم :
المجني عليهم في جرائم العنف النسائي عددهم (165) منهم (111) من الذكور بنسبة 67% ، والنساء بنسبة 33% ، وأكثر الفئات السنية التي ارتكبت ضدهم جرائم عنف نسائي الفئة العمرية من (20-30 سنة) ذكورا وإناثا بنسبة 27% ، وأقلهم الفئة العمرية من (18-20 سنة) بنسبة 5% ، ونسبة المتزوجين من المجني عليهم بلغت 60% ، وتعد فئة المزارعين أكبر الفئات المعتدى عليها بنسبة 26% ، تليها ربات البيوت بنسبة 20% ، يليها الأطفال بنسبة 12% ، فالطلبة بنسبة 8% .
الخلاصة :
إجمالي عدد جرائم العنف التي ارتكبتها المرأة (118) حادث مقابل (66) حادث عام 2003 بزيادة قدرها (52) بنسبة 79% ، ومثلت مانسبته 10% من إجمالي الجنايات المرتكبة .
محافظة أسيوط والمنيا كان لهما أكبر نصيب من الجرائم النسائية وذلك بنسبة 11% .
أبرز جرائم العنف النسائي : القتل العمد والشروع فيه على قمة الجرائم التي ارتكبتها المرأة هذا العام ، يليها السرقة بالإكراه ، التزوير في محررات رسمية ، الحريق العمد ، جرائم الضرب المفضي إلى موت وعاهة ، الخطف .
أعلى نسبة لجرائم العنف المرتكبة من المرأة كانت في شهر ابريل .
الأداة الشائعة الاستخدام : جرائم القتل كانت الأداة الشائعة الاستخدام فيها الأسلحة البيضاء والآلات الحادة ، يليها السلاح الناري ، يليها الخنق ، يليها القوة البدنية ، يليها السم .. في جرائم الضرب المفضي إلى موت وعاهة كانت الأداة الشائعة الآلات الحادة والشوم ، الوسيلة المستخدمة في جرائم السرقة الأسلحة البيضاء ، الوسيلة المستخدمة في الخطف القوة الجسمانية .
الدافع : أكثر الدوافع كان دافع الحصول على المال ، يليه دافع النزاعات والخلافات العائلية ، يليه مشاجرات وخلافات زوجية ، يليه دافع الانتقام والدفاع عن العرض ، يليه الثأر .
مع ملاحظة أن الخلافات الزوجية والعائلية من أبرز الدوافع لارتكاب المرأة جرائم القتل .
الفئة العمرية : أكثر الفئات العمرية ارتكابا لجرائم العنف النسائي الفئة العمرية من (20-30 سنة) .
العمل والتعليم : فئة ربات البيوت من أكثر الفئات ارتكابا لجرائم العنف ، 67% من المتهمات لايجيدون القراءة والكتابة ، 74% من المتهمات متزوجات .
المجني عليهم : المجني عليهم في جرائم العنف النسائي عددهم (165) منهم (111) ذكور .
الفرع الرابع : تحليل لجرائم الجنح الهامة التي ارتكبتها المرأة خلال عام 2004 :
ملحوظة هامة : لم تتوافر لدينا الجنح الهامة التي ارتكبتها المرأة خلال عام 2002 2003 لظروف متعلقة بمصلحة الأمن العام .
أولا : بلغ إجمالي عدد جرائم السرقات والنصب التي ارتكبتها المرأة خلال عام 2004 (1194) جنحة بنسبة 6.5% من إجمالي جنح السرقات على مستوىالجمهورية وبنسبة زيادة قدرها 18% عن عام 2003 .
ثانيا : المحافظات : تركزت تلك الجرائم في محافظات القاهرة 43% ، الجيزة 20% الاسكندرية 12% ، الغربية 3% ، بورسعيد 4% ، الدقهلية 2.5% ، وكانت محافظات السويس ، شمال سيناء ، جنوب سيناء بدون حوادث .
ثالثا : أبرز جرائم السرقات التي ارتكبتها المرأة خلال عام 2004 كانت كالتالي :
جرائم سرقات المساكن :
بنسبة 56% من إجمالي السرقات التي ارتكبتها المرأة وتركزت في محافظات القاهرة بنسبة 51% ،الجيزة 24% ، الاسكندرية 5% ، بورسعيد 2% .
جرائم سرقات المتاجر :
بنسبة 11% من إجمالي السرقات التي ارتكبتها المرأة وتركزت في محافظات القاهرة بنسبة 34% ، بورسعيد 21% ، الجيزة 18% .
جرائم السرقات بأسلوب النشل :
بنسبة 20% من إجمالي السرقات التي ارتكبتها المرأة وتركزت في محافظات الاسكندرية بنسبة 33% ، القاهرة 23% ، الجيزة 8% ، البحيرة وكفر الشيخ 5% ، المنوفية والقليوبية والدقهلية والشرقية بنسبة 3% لكل منهم .
جرائم النصب :
بنسبة 9% من إجمالي الجرائم التي ارتكبتها المرأة وتركزت في محافظات القاهرة بنسبة 50% ، الغربية 20% ، الاسكندرية 12% ، الدقهلية والقليوبية 5% .
رابعا : المؤشرات المستخلصة :
من حيث الشهور : بلغت أعلى نسبة ارتكاب لجرائم السرقات التي ارتكبتها المرأة في شهور [مارس ، ابريل ، أغسطس ، سبتمبر ، أكتوبر] لكل منهم 9% ، وأقل الشهور [يناير ، ديسمبر] بنسبة 7% .
المحافظات :
اختصت محافظات القاهرة والجيزة والاسكندرية والقليوبية والغربية بالنصيب الأعظم من عدد جرائم السرقات التي ارتكبتها المرأة بنسبة 81% .
الوسيلة الشائعة:
في سرقات المساكن : أسلوب الخلسة والمغافلة بنسبة 75% ، وسيلة كسر الباب بنسبة 12% ، مفتاح مصطنع 6% .
في جرائم سرقات المتاجر : خلسة ومغافلة 75% .
في جرائم سرقات السيارات بالمفتاح المصطنع بنسبة 80% ، بالمفتاح الأصلي بنسبة 20% .
الفئة العمرية :
بلغ عدد المتهمات في جرائم السرقة والنصب (1260) متهمة أكثر الفئات ارتكابا لتلك السرقات الفئة العمرية من (20-30 سنة) بنسبة 50% ، تليها الفئة العمرية من (30-40 سنة) بنسبة 21% ، فالفئة العمرية من (40-50 سنة) بنسبة 14% فأقل من (50-60 سنة) بنسبة 7% .
العمل :
تبلغ نسبة العاطلات في المتهمات 53% ، والعاملات ذوات المهن الحرفية والدنيا [خادمة ، خياطة ، طباخة ...الخ] بنسبة 7% ، الطالبات 3% ، عاملات [موظفات ، قطاع خاص ، راقصة ، عاملة بار ، مطعم ...الخ] بنسبة 4% .
ومن جماع ماتقدم يتضح لنا أن معدل ارتكاب المرأة للجريمة في تزايد مستمر ليس ذلك فقط بل غدت المرأة ترتكب جرائم جديدة لم تكن ترتكبها في الماضي ، جرائم غريبة على تكوينها النفسي والجسماني ومخالفة لطبيعتها . فجريمة القتل العمد والشروع فيه مثلا كانتا في مقدمة الجرائم التي قامت بارتكابها على مدار الثلاث سنوات الماضية والتي سبق أن تناولنا كلا منها بالتفصيل ، ليس ذلك فقط بل إن المرأة أصبحت تستخدم في جرائمها الآلات الحادة والأسلحة النارية . هكذا أصبحت المرأة الآن ترى كيف ، كانت المرأة وجرائمها في الماضي . هذا ماسوف نتناوله في المبحث الثاني من هذا الفصل .
المبحث الثاني
المرأة والجريمة في الماضي

تمهيد وتقسيم :
لكي تكتمل الصورة أمامنا عن الجرائم التي كانت ترتكبهاالمرأة في الماضي ، فلابد أن نتعرض لماهية إجرام المرأة في الماضي ونوع الجرائم التي كانت ترتكبها بصفةعامة ثم نتناول بشئ من التفصيل جريمتي الإجهاض والدعارة ، وكانتا في مقدمة الجرائم التي ارتكبتها المرأة في الماضي .

المطلب الأول
جرائم المرأة في الماضي
هناك حقيقة علمية أكدتها الإحصاءات الجنائية في الماضي هي وجود مايمكن أن نطلق عليه "جرائم حريمي" ، وكان في مقدمة تلك الجرائم النسائية (جريمة الإجهاض ، قتل الولدان ، القتل بالسم ، السرقة من المحلات التجارية ، إخفاء الأشياء المسروقة ، ممارسة البغاء ، الشهادة الزور ، القذف ، السب ، البلاغ الكاذب ، تعريض الأطفال حديثي الولادة للخطر) ، بينما كان الرجال يرتكبون (جرائم القتل ، الحريق العمد ، السرقة بالإكراه) في المقابل كانت المرأة يقل إقبالها على مثل هذه الجرائم بشكل ملحوظ .
حيث أشارت بعض الإحصاءات في ألمانيا مثلا أن النساء ارتكبن 95% من جرائم قتل الأطفال حديثي الولادة ، 85% من جرائم الإجهاض ، أما باقي الجرائم الأخرى فقد قلت نسبة إجرام المرأة فيها لاسيما جرائم الحريق ، القتل ، السرقة بالإكراه(1) .
هكذا كان إجرام المرأة في الماضي حيث كانت جرائمها لاتتطلب جهدا جسديا أو قوة بدنية .
ـــــــــــ
(1) د.فتوح عبدالله الشاذلي ، أستاذ ورئيس قسم القانون الجنائي ، كلية الحقوق ،جامعة ، علم الإجرام العام ، سنة 2002 ، ص190 .
المطلب الثاني
الإجهاض والدعارة في صدارة جرائم المرأة في الماضي

الفرع الأول : الإجهاض :
احتلت جريمة الإجهاض مركز الصدارة في الجرائم التي كانت ترتكب من قبل المرأة في الماضي ، حيث أن انتشار تلك الجريمة كان نتاج لتحرر المرأة الاقتصادي ، وخروجها إلى العمل وشعورها باستقلاليتها مما أدى إلى تحررها من الروابط والقيود التي كانت مفروضة عليها من قبل ، ومن ثم اكتسبت الحياة الجنسية لديها معنى جديد مرادفا لمفهوم حرية التصرف بجسدها ولاستقلالها في حياتها الخاصة مما أدى إلى ارتفاع في نسبة الحمل غير المشروع وبالتالي إلى الإجهاض تخلصا من عبء لاتريده .
أيضا من أهم أسباب الإجهاض تدني المستوى المادي للعائلات متوسطة الدخل فضلا عن ارتفاع تكاليف الحياة والبطالة وسوء الأحوال الأمنية وقلة الوازع الديني والأخلاقي ، فضلا عن قيام معظم الدول المتخلفة اقتصاديا بشن حملات توعية تهدف إلى الحد من الإنجاب بسبب الانفجار السكاني الذي أصبح قنبلة موقوتة تهدد البشرية بكارثة مجاعة وفقر لم تعرفها من قبل ، كل هذا حدا ببعض الدول إلى سن تشريعات تبيح الإجهاض حتى مرحلة معينة من الحمل مثل قانون ولاية نيويورك الصادر في شهر تموز 1970 ، ولكن معظم البلاد تجرم قوانينها الإجهاض مثل جمهورية مصر العربية ، سويسرا التي رفض شعبها في 1977 قانونا يبيح الإجهاض في حالات معينة(1) .
ومع كل هذا فإن معظم الأبحاث الميدانية قد أكدت على حصول الإجهاض بنسب كبيرة دون أن تتحرك الملاحقة الجزائية لتنال من مرتكبي تلك الجريمة ، ولعل أبرز دليل على ذلك ماتوصل إليه البحث الميداني الذي أجرته الجمعية اللبنانية لتنظيم الأسرة(2) على

ـــــــــــ
(1) د/مصطفى العوجي ، المرجع السابق الإشارة إليه ص470 ومابعدها .
(2) الأسرة في لبنان ، الجزء الأول ص173 ومايليها ، حزيران 1974 ، الجمعية اللبنانية لتنظيم الأسرة .
2795 امرأة متزوجة تم اختيارهن من بين طبقات المجتمع المختلفة ومن مناطق مختلفة في لبنان ، حيث توصل هذا البحث إلى أن 10% تم إجهاضهن لأسباب مختلفة بينهن 5% أجهضن مرة واحدة ، و2% مرتين ، و3% ثلاث مرات أو أكثر ، في المقابل لم تظهر إحصاءات الشرطة في نفس المرحلة الزمنية سوى أربع حالات إجهاض فقط وهذا يؤكد أن حالات الإجهاض الحقيقية تفوق بكثير مايظهر منها .
الفرع الثاني : الدعارة :
من أشهر الجرائم وأكثرها لدىالنساء حيث كانت تحتل المركز الأول في معظم الإحصاءات الجنائية المتعلقة بجرائم النساء . ففي إحصاء أجري في ألمانيا عام 1909 وجد أن نسبة النساء اللاتي تحضن على الدعارة تصل إلى 75.6%(1) ، حيث أخذت الدعارة في الانتشار مع ظهور التطور الاقتصادي وتمدين المجتمعات التقليدية وارتفاع مستوى المعيشة وظهور إمكانيات الترفيه التي يتيحها المجتمع الحضري ، فضلا عن غياب دور الأسرة والمدرسة ومايتبع ذلك من قلة الوازع الديني . وبالفعل تكونت شركات تحت ستار نشاطات تجارية مباحة مثل شركات التوظيف وشركات الدعاية واتخذت مقرا لها في بلدان يمكن أن تتغاضى عن مثل تلك الممارسات وقامت بإنشاء فروع لها في بلدان أخرى مستهلكة حيث تتولى هذه الشركات تجنيد الفتيات الجميلات الملفتات للنظر وتجربهن على كيفية امتهان الدعارة وتقوم بتوزيعهن وتصديرهن تحت ستار مشروع وقانوني لالبس في مظهره الخارجي . وقد لاقت تجارة الرقيق الأبيض اهتماما بالغا من الأمم المتحدة حيث قامت بنشر تقرير هام حول هذه المشكلة العالمية(2) مشيرة إلى كيفية الاستثمار البشع للمرأة ومايحويه من انتهاك لحقوق الإنسان ، وقد نبهت الأمم المتحدة في تقريرها هذا إلى خطورة تلك التجارة . وقد توصل بحث أجري في الولايات المتحدة إلى أن نسبة الفتيات دون الخامسة والعشرين من عمرهن واللواتي تم القبض عليهن بسبب ممارستهن للدعارة قد ارتفعت في السنوات الأخيرة لتصل إلى 74% بدلا من 24% فضلا عن أن هناك نحو
ـــــــــــ
(1) E.Degreef introduction a'la ceiminologie, 1946, p.10
(2) Nations unies. La traite des blanches .
ستمائة ألف فتاة احترفت الدعارة بشكل أو بآخر بعد انفلاتهن من رقابة أسرهن(1) .
والجدير بالذكر أن النساء في الماضي كن يحترفن البغاء بإرادتهن ، أما الآن ومع ظهور التيار العلماني والنزاع القائم بين حضارة اليوم الزائفة وقيم الماضي العريقة وغياب الدور الدولي والتشريعي عن مواجهة تجارة الرقيق الأبيض فقد توسعت تلك التجارة وازدهرت ، وفي ظل تجاهل المشرع لها في العديد من البلدان جعل مافيا الرقيق الأبيض تقوم بسرقة واختطاف الفتيات والنساء وتصديرهن بطرق غير مشروعة وحبسهن في أماكن مخصصة وإجبارهن على ممارسة البغاء ، فتحجب الفتاة عن العالم الخارجي وتصبح كل مهمتها في الحياة ممارسة البغاء ولاتستطيع الهرب أوالنجاة بنفسها ، وإن شاء القدر لها الخروج من بين أيناب مافيا الرقيق الأبيض فتخرج حينئذ جثة هامدة . ليس ذلك فحسب بل وأصبحت أوكارها تضم ذكورا وإناثا تحت سن العاشرة .
لذلك ومن هنا نناشد الفقهاء والباحثين في علمي الإجرام والعقاب إلقاء المزيد من الضوء على جريمة الدعارة وتجارة الرقيق الأبيض وكيفية الحد منها ومواجهتاها ، فالفقه هو دائما الملهم الحقيقي للمشرع في معظم البلدان .







ـــــــــــ
(1) Nesweed 12 july 1971. p.42 .
المبحث الثالث
تقارير الأمم المتحدة عن إجرام المرأة في العالم

تقسيم :
سوف نتناول في المطلب الأول تقرير الأمم المتحدة الصادر عام 1975 عن إجرام النساء في العالم .
والمطلب الثاني سوف نتناول : تقرير الأمم المتحدة الصادر عام 1985م عن إجرام النساء في العالم .

المطلب الأول
تقرير الأمم المتحدة لعام 1975 عن إجرام النساء

جاء تقرير الأمم المتحدة(1) للمؤتمر السادس للوقاية من الجريمة لسنة 1975(2) ليظهر أن معدل مساهمة المرأة في الجريمة يزداد وينمو في العالم المعاصر ، فقد بلغت نسبة ازدياد النساء المجرمات في العالم مابين سنة 1970-1975 (30%) في البلدان المتخلفة ، و(50%) في البلدان المتطورة ، مع ملاحظة أن هذه النسبة تزداد أو تنقص حسب البلدان .
ففي الولايات المتحدة : ارتفع عدد المتهمات بالسرقة بين سنة 1960 وسنة 1973 إلى 277% في المقابل لم يرتفع عدد الرجال سوى 169% ، في جرائم السرقات البسيطة بلغت نسبة الارتفاع لدى النساء 303% مقابل 82% عند الرجال ، في السرقات
ـــــــــــ
(1) Formes et dimensions nouvelles, nationals et transnationsles de la criminalite. Nations unies 1975 .
(2) د/مصطفى العوجي ، المرجع السابق الإشارة إليه ص470 ومابعدها .
بالعنف بلغت نسبة الارتفاع لدى النساء 168% مقابل 63% لدى الرجال ، وفي جرائم الاحتيال ارتفعت نسبة النساء 280% مقابل 50% فقط لدى الرجال .
في ألمانيا الفيدرالية : ارتفعت نسبة النساء المساهمات في الجرائم من 15.4% سنة 1963 إلى 17.1% سنة 1970 .
في كندا : ارتفعت النسبة من 7% سنة 1960 إلى 14% سنة 1969 .
وعن مساهمة المرأة في الحياة الاقتصادية فقد أشار التقرير أن نسبة المساهمة تبلغ 37% في الولايات المتحدة ، و38% في فرنسا ، و36.9% في ألمانيا ، و27.8% في ايطاليا ، و51% في روسيا ، و37.2% في انجلترا ، و40.7% في السويد . حيث لاحظ التقرير أنه بقدر ماتساهم المرأة في الحياة الاقتصادية بقدر ماترتفع نسبة إجرامها . ويشير التقرير أن من بين العوامل التي تؤدي لزيادة إجرام النساء بهذه النسب العالية انتقال المرأة من مجتمعها الأول المتمثل في البيت إلى مجتمع آخر مختلف تماما وحياة حضرية جديدة حيث أن المرأة الآن تمر بمرحلة انتقالية ضمن مجتمع انتقالي مما يجعلها تعاني من عدم الاستقرار وفقدان التوجه الصحيح في هذه المرحلة الصعبة في حياتها مما يصل بها في النهاية إلى اضطراب سلوكي يؤدي إلى الانحراف .
المطلب الثاني
تقرير الأمم المتحدة لعام 1985 عن إجرام النساء

قام الأمين العام للأمم المتحدة بتقديم تقرير للمؤتمر السابع للوقاية من الجريمة المنعقد في ميلانو سنة 1985 ، وقد تناول هذا التقرير وضع النساء ضمن نظام العدالة الجنائية وتطور إجرامهن في العالم على مدار اثنى عشر عاما من [1970 حتى 1982](1) ، وبمطالعة هذا التقرير يتضح لنا أنه يشمل ثلاثة وخمسين دولة ويشير التقرير إلى أنه بالرغم من ازدياد معدل إجرام المرأة إلا أن إجرامها مازال يمثل نسبة صغيرة مقارنا بإجرام الرجال . وقد ورد في التقرير أن 52.5% من الدول التي أجابت على الأسئلة الموجهة إليها ذكرت أن إجرام النساء بتزايد مستمر ،، بينما 32.5% من هذه الدول أشارت إلى عدم تغير حجم إجرام النساء لديها ، و15% من هذه الدول أجابت بانخفاض حجم هذا الإجرام ، وايضا أشار التقرير إلى أن 58% من التسعة عشر دولة أوروبية وأمريكا الشمالية أن هناك زيادة في إجرام الأحداث الإناث (تحت 18 سنة) ، و53% من هذه الدول أشارت إلى زيادة في إجرام الشابات (السن مابين 18-30 سنة) ، و42% من هذه الدول أشارت إلى زيادة إجرام النساء (في السن مافوق 30 سنة) .
أما عن نوع الجرائم المرتكبة من النساء فقد وردت في التقرير بالتفصيل التالي :
جرائم ضد الأشخاص وتشمل القتل والخطف والإيذاء 60% .
جرائم ضد الأموال وتشمل الجرائم الاقتصادية والسرقة 53% .
جرائم أخلاقية بما فيها الزنا والدعارة 43% .
جرائم مخدرات وتعاطي وإتجار 33% .
والجدير بالذكر أن مايقرب من ثلث الدول أشارت إلى ازدياد تورط النساء في جرائم العنف وكذلك في جرائم الإدمان على المسكرات والمخدرات(2) .
ـــــــــــ
(1) The fair treatment of women by the cuminal justice system. Report of the secretary. General . Nilano. 1985 A/conf/121/17 .
(2) انظر د/مصطفى العوجي ، المرجع سالف الإشارة إليه .
وقد قامت كل الدول بربط تطور إجرام النساء بوضع المرأة الاقتصادي والاجتماعي ، وكذلك بتغير بعض المعايير السلوكية والأخلاقية حيث مالت في بعض البلدان إلى التحرر والإباحية ، فضلا من أن بقدر ماتساهم المرأة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية بقدر مايزداد حجم الإجرام لديها(1) .
ولايفوتنا أن نذكر المشاركة الحديثة للمرأة في الحياة السياسية المتطرفة وانضمامها إلى بعض المجموعات الإرهابية حيث قامت تلك المجموعات بالاعتماد على النساء وتسخيرهن في تنفيذ بعض العمليات الصعبة والخطيرة ، ولعل أبرز تلك الجرائم وأحدثها ماقامت به سيدتان منقبتان في جمهورية مصر العربية بمحافظة القاهرة من إطلاق الرصاص على أتوبيس سياحي بمنطقة القلعة منذ عدة أشهر وعندما هم رجال الشرطة بالقبض عليهن في مكان الحادث أطلقت الرصاص على أنفسهن لتلقى واحدة منهن مصرعها في الحال وتصاب الثانية ويتم القبض عليها . ليس ذلك فحسب بل إن المرأة الآن نزلت ميدان الحرب للدفاع والذود عن وطنها المحتل ، ولعل أهم وأحدث مشاركة كانت لوفاء تلك الفتاة الفلسطينية التي لم يتعد عمرها العشرين ربيعا حيث قامت بتفجير نفسها بين مجموعة من الاسرائيليين لتنجح في قتل وإصابة العشرات منهم وتنال الشهادة وتلقى مصرعها في الحال ، وإن دل ذلك على شئ فإنما يدل على مدى التغير الهائل والجوهري الذي حدث للمرأة .
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن : ماأسباب هذا التغير الكبير الذي حدث للمرأة؟؟
والإجابة على هذا السؤال تقتضي دراسة العوامل الخرجية والداخلية المؤثرة في إجرام المرأة وذلك ماسوف نتناوله في الفصل الثالث من هذا البحث إن شاء الله .

تم الفصل الثاني بحمد الله


ـــــــــــ
(1) Freda Adler. The interaction between woment semancipation and Female criminality : a cross cultural perspective in international